والترشيد «كلمة السر» خبراء: لا تفرطوا في الشاي والقهوة

يا بركة رمضان هلي.. زيدينا بالخير.. المصريون يواجهون الغلاء بحلول مبتكرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الجميع ينتظره ويسعد بقدومه.. صلاة المغرب هى اللحظة الفارقة فى ظهوره فتجد كافة الناس يتوحدون فى الطرقات توزيعا لحبات التمر أو كوب من العصير.. موائد الرحمن هى السمة الرئيسية مع قدومه.. التكاتف والألفة هما شعاره الرئيسي.. يتساوى فيه الفقير والغنى فالجميع يسعى لينال الرضا والتقرب من الله.. إنه شهر الفرج ونفحات الخير.. شهر رمضان الذى حل علينا كشهر استثنائى ينتظره الجميع كل عام بفارغ الصبر، إلا أن هذا الشهر يحمل طابعاً خاصاً هذه المرة فالأسعار لا لجام لها.. وما كان يعتاده المصريون من ياميش ومكسرات وغيرها من مكتسبات العصر أصبح لغزاً على الجيوب يصعب الإجابة عليه، ومع عدم وضوح رؤية الأسعار وتغولها يوماً بعد يوم طرح على الواقع عدة أسئلة أبرزها ماذا سيفعل المصريون فى الشهر الفضيل؟!، وهل نشترى الياميش أم سيرفع المواطنون شعار الاستغناء هو الحل، ماذا عن موائد الرحمن وأسعار السلع الأساسية التى أصبحت تقتل الجيوب، وهل ستروض، وكيف سيتعامل معها المواطنون؟

تحدثت «الأخبار» مع خبراء التغذية والاقتصاد لمعرفة كيفية ترتيب الأولويات وضبط الميزانية، وهل ستختلف العادات فى رمضان فى ظل ارتفاع الأسعار، هل ستتبدل طقوس المصريين الموروثة منذ مئات السنين وأولها تخزين الكثير من الطعام وشراء الياميش والفوانيس والزينة وإقامة العزائم منذ بداية الشهر والتى يفرد فيها موائد الطعام بكل صنف ولون فى البداية كما تؤكد د. سامية خضر أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن «ارتفاع الأسعار الذى تشهده مصر هذه الفترة ليس نحن فقط من نعانيه بل هو وضع اقتصادى عالمى تعيشه أغلب دول العالم إن لم يكن أكملها نظرا للحروب المتتالية وتغيرات المناخ التى أدت لعدة زلازل وبراكين وحرائق مما أثر على جميع دول العالم. 

ولذلك فما علينا هو أن ندرك جيدا أن هذه الفترة هى فترة حرجة فى تاريخ مصر ونتكيف مع الوضع الاقتصادى الراهن ومجئ رمضان فى هذه الظروف ليس بمشكلة إلا على الذين اعتادوا على الإسراف الشديد والمبالغة فى الاستهلاك والولائم المبالغ فيها  والأكل غير الصحى بكميات كبيرة وكلها عادات خاطئة ومحرمة شرعا علينا تغييرها.  

وخاصة أن أغلب الأطعمة التى يتم تقديمها على الموائد الرمضانية نقوم بالتخلص منها فى القمامة لأنها فائضة عن الاحتياج ولأننا نقوم بعمل أصناف جيدة فى اليوم التالى  والأصل فى العزائم هو التجمع والود والجلسات العائلية الجميلة بعيدا عن استهلاك كميات كبيرة جدا من الأطعمة وإنفاق الكثير من الأموال.

سلوكيات الخاطئة

ومن جانبه أضاف. وليد هندى استشارى الصحة النفسية «يرتفع استهلاك المصريين خلال شهر رمضان من ثمانين لمائة مليار جنيه مقابل خمسين مليار جنيه فى الشهور الأخرى وذلك حسب إحصائية وزارة التموين المصرية  الأمر الذى يشير لسوء السلوك الاستهلاكى علما بأن تسعين بالمائة من طعام المصريين يذهب إلى سلة المهملات .

وذلك ناهيك عن الاستهلاك والإنفاق المتعلق بالفوانيس وزينة رمضان والخيام والأقمشة  وكل هذه المبالغة ما هى إلا خواء روحى وتفريغ للشهر الكريم من محتواه الجميل وأهدافه الجميلة.

الشاى والقهوة

أما د. إيمان كامل أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث فتقول: يمارس المصريون خلال الصيام الكثير من العادات الغذائية الخاطئة التى تتسبب فى تعب الجهاز الهضمى والجسم بأكمله ومنها عدم السحور أو السحور مبكرا والإفراط فى تناول الشاى والقهوة وعدم تناول بروتين فى السحور وتناول مخللات ومقليات وحلويات مما يتسبب فى الشعور الشديد بالعطش كما يهمل الكثيرون الخضراوات خلال الإفطار ويفرطون فى تناول العصائر المحلاة والمياه الغازية.

وتناول أكثر من نوع من مجموعات الطعام بمعنى تناول أكثر من نوع نشويات أو أكثر من نوع بروتين وتناول كميات كبيرة جدا من الطعام حتى الإصابة بالتخمة وأضافت خبيرة التغذية «أصيب الكثيرون بالذعر من ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم والياميش بالرغم من أننا نمتلك بدائل صحية رائعة لا تقل شيئا فى قيمتها الغذائية وأسعارها فى متناول اليد وذلك مثل البقول والفول والفريك والفاصوليا البيضاء هذه الحبوب لا تقل قيمة عن الدواجن واللحوم وكذلك الفواكه الطازجة يمكننا الاستغناء بها عن الفواكه المجففة باهظة الثمن كما أن الفول السودانى ممكن ان يغنى عن اللوز والبندق والكاجو.

ترشيد الميزانية

ويوضح د. وائل النحاس، الخبير الاقتصادى أن 15 % هى نسبة عرض  كالياميش وغيرها من السلع التى أصبح جزء قليل من الشعب يقبل عليها وهذه النسبة لن تؤثر اقتصاديا.

ويضيف أن 85 % من الشعب المصرى تخلى تماما عن فكرة شراء هذه السلع بل إن السلوك الاقتصادى للشعب المصرى تغير بالفعل وأصبح أكثر قدرة على الترشيد دون التخلى عن أصوله وعاداته وتقاليده.

السلع الترفيهية

ويؤكد محمد على عبد الحميد، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أنه علينا جميعا أن نفهم أن شهر رمضان هو شهر الطاعات وأن الأصل فيه هو الطاعة لا الإفراط.

وأما ترتيب الأولويات فى هذا الشهر الفضيل أمر هام بمعنى أننا جميعا أن نحدد أهدافنا فى الشهر والاستغناء عن السلع الترفيهية والاكتفاء بكل ما هو أساسى حتى لا ترهق الأسر بما لا يفوق طاقتها.

موضحا أنه برغم ارتفاع الأسعار إلا أن رمضان يظل مناسبة استثنائية يتكاتف بها الجميع للطاعة وأيضا يتساوى فيه الكل ويقبل الجميع على بذل الخير مهما كان وهذا الامر مهما كانت الأسعار لن تؤثر عليه.

اقرأ ايضاً | الياميش .. بالعملة الصعبة| 90% من الاستيراد.. و35% زيادة فى الأسعار